بعد اجتياز الهمّ و الاختبار الكبيرين وهو نجاح الانتخابات المؤتمر الوطني في ليبيا التي شهدت عليها منظمات الدولية قبل المحلية على نزاهتها وحسن سيرها على خطى ديمقراطيات العريقة , كان هناك هم اخر يؤرق مضجع الليبيين وبدأ الحديث حوله , قبل إعلان النتائج النهائية لانتخابات بين المثقفين وهو دستور ليبيا القادم.
يدور حديث عن الدستور واللجنة التأسيسية التي تقوم على صياغة وكتابة الدستور وبعض تفاصيل في الدستور مثلا هل شريعة مصدر التشريع رئيس أو وحيد , هل لغة الدولة هي اللغة العربية رسمية أم معها الامازيغية و التباوية رسميتين في مناطق تواجد الامازيغ و التبو , وما هو نظام السياسي لدولة , كل هذه التساؤلات يطرحها المثقفين في ندوات , ولقد حضرت احداها في طرابلس وكان عنوان الندوة ” صناعة الدستور وإشكاليات الصياغة و المحتوى وكان من مواضيع الجديدة هي مشاركة منظمات المجتمع المدني في صياغة الدستور كما حدث في دستور المغربي الجديد و اضافة الى تساؤلات المطروحة سلفا.
الاستاذة عزة كامل المقهور في ورقة تقدمت بها تحت عنوان ” آلية التشاور وصناعة الدستور ” تقول يجب أن تكون هناك صلة مباشرة بين منظمات المجتمع المدني والهيئة الدستورية , ليس استماع إليها فقط بل تشاور معها ” و اسمت ذلك باللجنة الاستماع والتشاور والتواصل المجتمعي على غرار ما حدث في صياغة الدستور المغربي الجديد , وتعتبر هذه الندوات والتفكير بصوت عالي نوع من الكتابة الغير المباشرة لدستور! , لذا هل دستور ليبيا يأتي بجديد كما جاءت النتائج الاولية لإنتخابات المؤتمر الوطني بصعود الليبراليين ! عكس مصر وتونس بصعود الإسلاميين ؟ هل تصدق ليبيا مرة أخرى على مقولتها من ليبيا يأتي الجديد ؟
كُتب هذا المقال : 17 يوليو 2012