عندما يتحول سكان ربيانة إلى تجار هجرة غير شرعية

قد ينتابك شعور وأنت في ربيانة بأنك في دولة افريقية نائية ولكن في الحقيقة أنت في ليبيا. هناك، لا توجد أدنى مقومات الحياة. والمنطقة في نفس الوقت مفتوحة، دون أي رقابة على الحدود ما يجعل منها نقطة عبور إلى الحلم الأوروبي، يحاول السكان استغلالها لتحسين وضعهم.

تقع ربيانة غرب مدنية الكفرة 150 كيلو متر جنوب ليبيا. وكمدينة حدودية، تشهد ربيانة بانتظام مرور مهاجرين غير شرعيين يأتون من السوادن و تشاد، ويساعدهم في ذلك أهالي المنطقة الذين يساهمون في نقل المهاجرين مقابل ميالغ مالية.

رئيس المجلس المحلي ربيانة عبدالكريم ابوبكر أحمد

 

” المنطقة منسية حتى من المرافق الضرورية، لا شبكة مياه ولا كهرباء ولا اتصالات ولا طرق معبدة , منطقة معزولة عن ليبيا, الأوضاع المعيشية الصعبة تدفع بالسكان إلى عمل أي شيء من أجل لقمة العيش. و الليبيون الذين ينقلون المهاجرين إلى ليبيا لا يملكون إي دخل و عاطلون عن العمل ولا يوجد في منطقتهم إي مقومات لدخل إلا أعمال إدارية لذا هم مضطرين ! ،  وهكذا يضطر بعضهم للعمل في الهجرة غير الشرعية.

من سخرية القدر أن  النفط والمياه الجوفية ينبع من هذه المناطق في الجنوب و يتم سحبها على مرأى ومسمع منهم والتي يدر بمئات ألاف الملايين لليبيا.و المنطقة لا توجد فيها إي اعمال اخرى إلا اعمال الإدارية لمدرسة الابتدائية فقط ، ولكن عندما تُطرح مسألة الهجرة غير الشرعية تتحدث الجهات الرسمية عن الحدود المفتوحة ولا يطرحون مسؤولية الدولة التي لا تزال لم تلتفت إلى هذه المناطق ولم تسهر بعد على تنميتها.”

من معالجات السابقة مثلا في الجنوب الغربي يتم القبض على المهاجرين يومياً في أطراف القطرون وأم الأرانب من قبل ثوار كتائب شهداء الارانب ودرع الصحراء وثم حبسهم وفي فترة الأخيرة يتم ترحيل المهاجرين الى تشاد ونيجر و رغم ذلك يعودون مرة اخرى إذا هذه الطريقة غير مجدية لذا يجب النظر في أوضاع المناطق الهامشية و تنميتها لأن الجيش وتامين الحدود هي معالجة أثر الظاهر و ليس الحل للظاهرة.

كُتب هذا المقال : 19 اكتوبر 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *