بعد ان ثُرنا على قذافي و نظامه السياسي ها هي ثورة من نوع اخرى وهي من داخل المساجد حيث يحاول تيار كان مهضوم حقه و ممنوع عمله ايام نظام السابق , حاول هذا طرف فرض وجوده في الساحة السياسية ولكن يبدو انه فشل ويحاول الان ان يفرض وجوده في الساحة الدينية ان صحة التعبير , حيث شهدتُ معركة داخل احدى مساجد مدينة ام الارانب جنوب ليبيا
حيث تشاجر اللجنة القديمة للمسجد مع مجموعة جديدة اتوا من قرار فوقي من وزارة الاوقاف , الاولى كانوا محسوبين على تيار صوفي او هكذا من تصرفاتهم ومجموعة الثانية من السلفية هكذا يدعون انفسهم , و فحوى قرار يأمر عدم ذكر مدائح و اذكار عقب كل صلاة , لأنها لم يرد عن رسول صلاة الله عليه وسلم كما قيل ورفض طرف الاول ذلك وهنا حدث الشجار ومعركة بين طرفين في الاخير انتصر السلفية على الصوفية , هل سوف يخرج هذا الصراع داخل المساجد الى خارج وفرض على المجتمع افكار و طرق عبادة معينة يراه طرف انها هي الصحيحة ؟
هل سيخرج المجتمع والنظام من ثقافة الاستئصال الاخر ؟
ثقافة الاحادية هذه ميزة الملازمة للانظمة في منطقتنا , والذي ولا يستسيغ وجود أيّ تيّار مغاير أو فكرة مغايرة أو برنامج سياسي مغاير أو مدرسة ثقافية مغايرة , أو لغة مغايرة ؟ هل يخرج مجتمع الليبي من هذه العقلية ؟ هل سنشهد تنوع ديني ثقافي سياسي في نصوص دستور ليبيا الجديد؟
كُتب هذا المقال : 29 أغسطس 2012